Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
AGRAW IMAZIGHEN @@@الأمازيغ.. الرجال .الاحرار@@@ⴰⴳⵔⴰⵡ ⵉⵎⴰⵣⵉⴳⵀⴻⵏ
2 mars 2009

Tamazight et La lutte des classes

 الأمازيغية و الصراع الطبقي 


عرفت التكوينات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها البشرية عبر تاريخها الطويل تطورا متواترا نتيجة ما عرفته قوى الإنتاج من تطور انعكس على علاقات الإنتاج وبالتالي على حياة الشعوب ، مما يؤثر بالتالي على ثقافاتها ولغاتها عبر تفاعل الأنشطة العملية والفكرية التي تم عبرها تحديد هويات الشعوب في ظل صراع دائم بين الطبقات المسيطرة و الطبقات التي تتعرض للإستغلال ، و يعتبر حوض البحر الأبيض المتوسط مركز الحضارات القديمة وضمنها الحضارة الأمازيغية التي اصطدمت بطغيان الإميراطورية الرومانية بعد هجومهاعلى شعوب المنطقة المغاربية ، خلال القرن الثالث قبل الميلاد في أزيد من قرن من الحروب صمد خلالها الأمازيغ أمام الآلة العسكرية الرومانية وبالتالي أمام جميع التدخلات الأجنبية التي استهدفت استغلال الإنسان الإمازيغي و الخيرات الطبيعية وضرب الهوية الأمازيغية ، وأبدع الأمازيغ في المجالات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية عبر تطور القوى المنتجة التي ترتكز إلى نمط الإنتاج الجماعي التي افرز علاقات إنتاج جماعية تطورت عبر عشرات القرون وساهمت بشكل كبير في تطور اللغة والثقافة الأمازيغيتين عبر التفاعل الحضاري مع الشعوب التي احتك بها الأمازيغ ، الذين بنوا دولا عظمى كالبرغواطيين والمرابطين والموحدين و السعديين.

الأمازيغية و بناء الهوية   

عبر تاريخ الأمازيغ الطويل تم الحافظ على المكون الأمازيغي الذي استطاع طبع الثقافات واللغات التي احتك بها الامازيغ الشيء الذي ساهم على استمرارية الأمازيغية فكرا ولغة وثقافة و هوية ، رغم تعثر الكتابة الامازيغية وشيوع الشفهية في أوساط الأمازيغ نتيجة ما عانته الامازيغية وتعانيه من اضطهاد من طرف الأنظمة المتعاقبة على الحكم بالمغرب خاصة خلال القرون الأربعة الأخيرة ، بدعوى قدسية اللغة العربية كلغة دين وحكم وتجاهل تنوع مكونات المجتمع المغاربي و اعتبار الشرق العربي مركزا للحضارة ، مما يطرح إشكالية الإزدواجية بين واقع الأمازيغ الملموس المرتبط بالمنطقة المغاربية والمغربية بالخصوص وبين منظور فكري ميتافيزيقي ينهال من الشرق العربي ، مما بجعل تاريخ الأمازيغ فارغا من مصمونه لكون الشرق يعتبر مركز المرجعية الفكرية والتاريخية للإنسان المغاربي ، و عرفت المنطقة الأورومتوسطية صراعات طويلـة بين بلدان المنطقة خاصة خلال القرن الثالـث قبل الميلاد ، و في أزيد من قرن من الحروب ضد الإمبراطورية الـرومانية ظل الأمازيغ صامدين أمام الآلة العسكرية الرومانية و بعدها أمام جميع التدخلات الأجنبيــة التي تستهدف استغلال الفلاحين الفقراء و الثروات الطبيعية و ضرب الهوية الأمازيغية .

 
و أبدع الأمازيغ في المجالات السياسيـة و الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية مما نتج عنه بروز نمط إنتاج متميز يتسم بالبعد الجماعي لاستغلال وسائل الانتاج ، الشئ الذي أفرز علاقات إنتاج جد متطورة أثرت بشكل كبير على تطور اللغة و الثقافة الأمازيغية ، و استطاعت الأمازيغية الصمود أمام التدخلات الأجنبية و احتواء ثقافات الشعوب التي احتك بها الامازيغ و طبعها بالخصوصيات المحلية الأمازيغية ، مما جعل الأمازيغية تستمر فكرا و لغة و ثقافة في بعدها الهوياتي بالمنطقة المغاربية ، وذلك رغم تعثر الكتابة الأمازيغية و شيوع الشفهية في أوساط الأمازيغ نتيجة انتهاكات الأنظمة المتعاقبة على الحكم بالمنطقة ، و التي عملت على فرض ثقافاتها في ظـل تجاهل تنـوع مكونات الشعب المغربي باعتبار الأمازيغية المكون الأساس للهوية.
 

إن الطرح القومي الشوفيني الذي يعتبر العربية العامل الأساس في وحدة الشعب المغربي و الذي يتخذ من الشرق العربي مركزا للحضارة و الثقافة و الهوية متجاهلا الأمازيغية ، يطرح إشكالية الانفراد بالحكم لفرض نظام إستبدادي يرتكز إلى التمييز بين الثقافات المتعددة في محاولة لبسط سيطرة الاتجاه الميتافيزيقي ذي البعد الايديولوجي لفرض الحكم الفردي ، الشئ الذي يطرح اشكالية الازدواجية بين واقع الأمازيغ الملموس المرتبط بالبناء التاريخي للهوية بالمنطقة و بين منظور فكري ميتافيزيقي ايديولوجي مرتبط بالشرق و اعتباره مركزا للحضارة و الثقافـة و بناء الهوية ، الشيء الذي يجعل تاريخ الشعب المغربي فارغا من محتواه حيث يتم إلغاء البناء المادي للتاريخ المرتكز إلى حركة الأمازيغ بالمنطقة واعتبار الشرق مرجعية تاريخية و فكرية تتحكم في البناء الحضاري و الثقافي و الهوياتي بالمنطقة.

وتعتبر الامازيغية الهوية الأساس للشعب المغربي والتي طبعت الثقافات واللغات الوافدة على المنطقة المغربية عبر التفاعل الحضاري التي احتك بها الأمازيغ , و التي عرفت تطورا متواترا عبر العصور أصبحت معها الأمازيغية فكرا ولغية وثقافة و هوية وشهدت عبر تاريخها الطويل صراعا مريرا من أجل السيادة لضمان استمراريتها كهوية بالمنطقة ، الشيء الذي خلف تراثا ثقافيا و خضاريا يشهد على إبداع الأمازيغ في المجالات الإقتصادية والاجتماعية/ قوى الإنتاج التي ساهمت بشكل كبير في تطور اللغة و الثقافة الامازيغية /علاقات الانتاج و التي ساهمت بشكل كبير في بناء دول عظمى بالمنطقة المغاربية .


الأمازيغية في ظل النظام القائم : 
 

لقد أسس الامازيغ نمط إنتاج يرتكز إلى الملكية الجماعية للأراضي يعمل فيه الفرد لصالح الجماعة التي تقوم بدور الحماية الجماعية للأفراد في ظل النمط “الاشتراكي العفوي”، و الدارس للبنية الاقتصادية و الاجتماعية للمجتمعات الامازيغية يكتشف مدى قدرة الامازيغ على تأسيس أنظمة جد متطورة في مجالات الانتاج ترتكز إلى الجماعة ( تويزي ، إكودار) ، الذي يعتمد على الممارسة العملية بالأساس والتي لعبت دورا هاما في بناء الدول العظمى و بناء أنظمة تراكز على العلاقات الاقتصادية الدولية عبر التحكم في الطرق التجارية ( تارودانت من أكبر مراكزها ) ، و التي لعبت دورا أساسيا في استقرار الأنظمة السياسية في ظل الدول العظمى الأمازيغية باعتبار عامل الاقتصاد/البنية التحتية عاملا أساسيا في بناء الدول وبالتالي بناء الهوية الأمازيغية ، على عكس مفهوم النظام القائم للدولة الذي يرتكز إلى قدسية اللغة العربية و الدين و الوافدين من الشرق كمفهوم ميتافيزيقي لبنية الدولة ، و تم تركيز نمط الإنتاج الجماعي/الإشتراكية العفوية وبالتالي علاقات إنتاج ذات الخصوصية المحلية طبعت نمط حياة الأمازيغ التي تتسم بالحركة و الحيوية و الابداع و روح التضامن و التشبث بالحرية . 


و عملت الأنظمة القائمة بالمغرب على محاولة إخضاع الأمازيغ بالقوة العسكرية في محاولة لتفكيك نمط الإنتاج السائد وبالتالي تفكيك النظام السياسي القائم في ظل الدول التي بناها الأمازيغ و بناء حكم فردي ، و تم خلال القرون الأربعة الماضية تهميش اللغة والثقافة الأمازيغية في محاولة لطمس الهوية الامازيغية بدعوى قدسية اللغة العربية كلغة دين وحكم وبالتالي تقديس الوافدين من الشرق العربي ، مما جعل الأمازيغ يعيشون الهوة بين واقعهم الملموس الذي يرتكز إلى الممارسة العملية في ظل نمط إنتاج جماعي يرتبط بالأرض كواقع من جهة ، وارتباطهم الفكري الميتافيزيقي المفروض عليهم بالارتباط بالمشرق العربي باعتباره مركز القرار السياسي الذي يرتكز إلى قدسية اللغة والدين والحكم من جهة ثانية ، و أصبح الأمازيغ في المرتبة الدنيا بعدما تم إبعادهم عن مركز القرار السياسي الذي تتحكم فيه الطبقات السائدة ذات الجذور الشرقية مما جرد الأمازيغ من هويتهم وقطع الطريق عليهم للوصول إلى الحكم ، وبالتالي تجريدهم من حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في ظل الدول التابعة للشرق العربي التي يتم حمايتها بواسطة الأيديولوجية الدينية التي تعتمد الولاء للشرق كمركز للسلطة ، مما جعل المنطقة بلاد المغرب تابعا للشرق من أجل استباحة استغلال الفلاحين الفقراء والخيرات الطبيعية عبر خلق الهوة بين انتمائهم إلى واقع ملموس وتفريغ هذا الواقع من مضمونه بالارتباط الفكري الميتافيزيقي بالشرق العربي ، مما يسهل استغلال الأمازيغ وضرب نمط الإنتاج الجماعي و بالتالي إستغلال الموارد الطبيعية و استعباد الأمازيغ.
 

و استمر الصراع على السلطة بين الأمازيغ والطبقات السائدة لعدة قرون ولم يتم حسمه نسبيا لصالح النظام القائم إلا بالتحالف مع الاستعمار المباشر خلال القرن الماضي ، و ذلك بعد القضاء على المقاومة البطولية للفلاحبن الفقـراء التي تعتبر الثورة الريفية بقيادة محمد عبد الكريـم الخطابي أروع ما أنجزه الأمازبغ في التاريخ الحديث ، والتي استمرت خلال العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين إلى حين سقوط جبل صغرو سنة 1934 ، و تم تركيز تحالف الاستعمار والإقطاع وتفكيك الملكية الجماعية للأراضي وتركيز الملكية الفردية الرأسمالية وبالتالي تفكيك نمط الإنتاج الجماعي للأراضي وتركيز نمط الإنتاج الرأسمالي في اتجاه تصدير المنتوج الفلاحي بعد الاستيلاء على أراضي الفلاحين الفقراء ، وتحويل هؤلاء إلى عمال زراعيين بالضيعات والمعامل التي تم إنشاؤها على أراضيهم منذ الأربعينيات من القرن الماضي ، والذين يتعرضون اليوم للاستغلال المكثف من طرف تحالف البورجوازية والإقطاع بعد مؤامرة 1956 في ظل الحماية القانونية للاستثمار في المجال الفلاحي ، الذي يعتمد على استغلال واستعباد العمال الزراعيين في ظل الممارسة العملية لمدونة الشغل الرجعية التي تشرعن لاستعباد الطبقة العاملة وخاصة المرأة العاملة وحرمان الفلاحين الفقراء من الحق في الأرض والماء واستغلال الثرواث الطبيعية وتنمية اللغة والثقافة الأمازيغيتين. 

الأمازيغية و الصراع الطبقي :

 إن ما تتعرض له الطبقة العامة والفلاحون الفقراء و الكادحون من استغلال مكثف له جذور تاريخية تمتد إلى مرحلة المقاومة المسلحة للفلاحين الفقراء ضد الاستعمار المباشر ، الذي عمل على عزل البوادي عن المدن بعد الانتصار النسبي لتحالف الإقطاع و الاستعمار على المقاومة الشعبية بقيادة الفلاحين الفقراء ، و تم تهميش الامازيغية/ البنية الفوقية لكونها تؤثر على القوى المنتجة/ البنية التحتية باعتبارها فكرا و لغة و ثقافة / البنية الفوقية التي تشكل مكونا أساسيا ذو البعد الهوياتي بالمنطقة في علاقة جدلية بتطور القوى المنتجة ، و هكذا يتم استغلال الامازيغ في ظـل الحماية القانونية للنظام القائم من خلال ممارسة التهميش عليهم لضرب حقهم في التنمية و استغلال أراضي الفلاحين الفقراء ، و بالتالي استغلال قوة عملهم في الضيعات و معامل التلفيف تحت الحماية القانونية لمدونة الشغل الرجعية التي تمت المصادقة عليها من طرف الأحزاب البرلمانية و النقابات الحزبية و البيرقراطية ، الشيء الذي يعطي الشرعية للطبقات المسيطرة من أجل المزيد من الاستغلال المكثف للطبقة العاملة وفتح المجال أمام مزيد من الاستغلال المكثف للثروات الطبيعية و بالتالي حرمان الفلاحين الفقراء من حقهم في الأرض والماء والثروات الطبيعية و تنمية اللغة و الثقافة الامازيغية.

 و يشكل العمل على إبراز الطرح التقدمي للقضية الامازيغية في الساحة السياسية عبر النضال الثوري أمر لا مفر منه و مطروح بحدة على الماركسيين اللينينيين ، وذلك عبر إبداع أشكال نضالية ملموسة و أطروحات نظرية تقدمية لإبراز موقع الامازيغية في الصراع الطبقي من اجل تحقيق الثورة الإشتراكية و بناء المجتمع الإشتراكي ، و ذلك لمواجهة الطرح الرجعي للنظام القائم المدعوم من طرف الأحزاب البورجوازية و أشباه المثقفين المسخرين من طرفه ، من اجل تفكيك قيود الفكر الأصولي و التسخير الايديولوجي للدين الذي يقيد و يستعبد الفلاحين الفقراء لتسهيل استغلالهم و تهميش مكوناتهم اللغوية و الثقافية و الهوياتية ، مما يفسح المجال أمام قوى الظلام للتغلغل في أوساط الجماهير الكادحة التي ترى في أطروحاتها الظلامية منفذا لمحاولة الخلاص من القهر والفقر و الظلم الممارس عليها ، الشيء الذي يعطي الشرعية لهجوم الرأسمالية الإمبريالية على حقوق الشعوب بقيادة الإمبريالية الأمريكية والذي يستهدف الثروات الطبيعية والتراث الثقافي و الحضاري والهوياتي ، الذي بلغ مداه في الآونة الأخيرة خاصة بعدما يسمى بأحداث 11 شتنبر التي تم استغلالها من طرف الإمبريالية الأمريكية كذريعة لغزو الشعوب وضرب مصالحها باسم “محاربة الإرهاب” ، والتي انطلقت من أفغانستان باعتبارها بؤرة توتر عرفت صراعا مريرا بين المنظومتين الاشتراكية والرأسمالية منذ أواخر السبعينات تم فيها توظيف عنصر الدين/الإسلام السياسي لمواجهة المنظومة الاشتراكية في محاولة لتوظيف الدين/الإسلام السياسي نقيضا للفكر الاشتراكي ، و بعد إسقاط التجربة الاشتراكية بالاتحاد السوفياتي وشرق أوربا عملت الامبريالية الامريكية على محاربة القوى الاصولية بأفغانستان والتي تمت تنميتها بالأمس من طرفها لاستغلالها ضد المد الاشتراكي ، وهرعت الأنظمة العربية الرجعية والتي ساندت قوى الإسلام السياسي بالأمس إلى مباركة المخطط الإمبريالي الأمريكي المدعوم من طرف الشركات المتعددة الاستيطان و المؤسسات المالية الدولية لتصفية حركات الشعوب ضد المد الاستعماري للرأسمالية الإمبريالية ، التي اتخذت عنصر الدين/الإسلام السياسي إيديولوجية لاستباحة استغلال ونهب الثروات الطبيعية للشعوب وتدمير تراثها الثقافي وبالتالي طمس هوياتها.

أمام هجوم الرأسمالية الإمبريالية على مكتسبات الشعوب بمباركة الأنظمة الرجعية تعتبر الخصوصيات المحلية ذات البعد الهوياتي من بين آليات الدفاع الذاتية للطبقات الشعبية ضد الاستغلال و نهب الخيرات ، وعاملا من بين العوامل الأساسية في الصراع ضد الطبقات المسيطرة من رأسماليين و ملاكين عقاريين كبار ، هكذا فإن الأمازيغية باعتبارها المكون الأساس في الهوية المغربية تعرف تهميشا ممنهجا من طرف النظام القائم في محاولة لإبعادها عن الصراع حول السلطة ، بعدما تم توظيف مفاهيم المقدسات كخطوط حمراء لا يجب تجاوزها بإضافة البعد الوطني كمكون أساسي في ظل المرجعية الإيديولوجية للقومية العربية ، التي كذب التاريخ أطروحاتها حول قدرتها على قيادة الصراع ضد الرأسمالية الامبريالية لكون منطلقاتها تتجاهل تنوع مكونات المجتمعات واعتبار الشرق مركزا للصراع تحكمه قدسية الدين واللغة والحكم ، وأصبحت الهوية العربية ذات المرجعية الدينية إيديولوجية تعتمدها الأنظمة القائمة في السيطرة وقمع حركات الشعوب ، و يعتبر الطرح التقدمي للقضية الامازيغية في بعده الطبقي بالمنطقة المغربية أمرا ضروريا في الصراع ضد الطبقات المسيطرة ، و يجب إبداع أشكال عملية ملموسة وأطروحات فكرية تقدمية لإبراز موقع الامازيغية في الصراع لمواجهة الطرح الرجعي اللنظام القائم المدعوم من طرف القوى البورجوازية ، والذي يرتكز إلى قدسية اللغة العربية والدين والحكم ، كما يطرح على الماركسيين اللينينيين العمل على مواجهة قيود الفكر الميتافيزيقي التي تربط الأمازيغ بالشرق العربي ارتباطا مثاليا ، الشيء الذي يفتح المجال أمام حركات الإسلام السياسي للتغلغل في أوساط الجماهير الشعبية لتضليلها عن مواقع الصراع الطبقي ، و لن يتأتى ذلك إلا بالارتباط اليومي بالطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين و التشبث بمكتسباتها التاريخية في صراعها مع البورجوازية ، و يعتبر العمل على فضح أسس النظام القائم باعتباره نظاما تابعا للرأسمال الإمبريالية ودخيلا على الواقع المادي/التاريخي للأمازيغية ذات البعد المغربي أساسيا في كل مشروع نضالي يستهدف التغيير ، و ذلك بإعلان الصراع السياسي في إطار الصراع الطبقي بين الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين و الطبقة البورجوازية من أجل بناء أسس المجتمع الإشتراكية ، الذي يجب أن تستمد شرعيته من وضع دستور ديمقراطي يعترف بحقوق الامازيغية كهوية وثقافة ولغة رسمية في ظل الاعتراف الدستوري للمناطق ذات الخصوصيات المحلية بالإستقلال الذاتي الذي يجب أن تتحكم فيه الطبقة العاملة في مصير الثروات الطبيعية بهذه المناطق ، وتوجيه الإنتاج نحو التنمية المحلية التي ترتكز إلي الحق في التعليم والصحة والشغل والسكن كحقوق أساسية وحماية البيئة الطبيعية التي ترتكز إلى الحق في الأرض والماء والثروات المعدنية والبحرية وتنمية اللغة والثقافة الامازيغية.

الحركة الأمازيغية و تحديات الرأسمالية الإمبريالية : 

انطلاقا مما تم ذكره يعتبر الطرح التقدمي للقضية للأمازيغية عاملا أساسيا في الصراع الطبقي في ظل هجوم الرأسمالية الإمبريالية على ثروات الشعوب و تراثها الحضاري و الثقافي و مكوناتها الهوياتية ، الذي يتم تنفيذه من طرف الطبقات المسيطرة والتي تعمل على إخضاع الأمازيغ بعد تفكيك نمط الإنتاج المحلي الذي يرتكز إلى نظام الجماعة داخل المجتمع الأمازيغي ، و الذي يفتقد لتنظيماته الذاتية بعد الانتصار المرحلي لتحالف البورجوازية والإقطاع على تحالف الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء بعد تجريد البوادي من آداتها الدفاعية/جيش التحرير الذي يعتبر الامتداد النضالي لحركة الفلاحين الفقراء ضد الاستعمار المباشر ، وعزل البوادي عن المدن التي تعتبر معقل الطبقة العاملة الحليف التاريخي للفلاحين الفقراء ، و بتفكيك تحالف الطبقة العاملة بالمدن والفلاحين الصغار بالبوادي يكون تحالف قوى الاستغلال/البورجوازية والإقطاع قد حقق انتصارا مرحليا مكنه من الاستيلاء على السلطة بعد الاستقلال الشكلي بتواطؤ مع القيادات البورجوازية لأحزاب “الحركة الوطنية” ، مما يطرح على الماركسيين اللينينيين الذين تعرضوا للقمع و الاعتقال و التقتيل خلال سنوات القمع الأسود في محاولة من النظام القائم لعزلهم عن الحركات النضالية للجماهير التي تعرضت بدورها للتقتيل ، يطرح عليهم و بإلحاح العمل على وضع آليات عمل لبناء تحالف طبقي لخدمة القضية الامازيغية من اجل بلورة أشكال نضالية متطورة لمواجهة هجوم الرأسمالية الإمبريالية على مصالح الطبقات الشعبية ، من أجل بلورة مفهوم المجتمع الإشتراكية و محاسبة المسؤولين عما وصلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للطبقات الشعبية ، و الذين يحاولون تبرئة أنفسهم و إلقاء المسؤولية على تنظيمات “المجتمع المدني” للنهوض بالتنمية ، في الوقت الذي تسعى فيه الرأسمالية الإمبريالية للوصول إلى الاستغلال المباشر للثرواث الطبيعية للشعوب عبر دور الجمعيات التنموية والثقافية التي يتم تسخرها لتنفيذ المشاريع الطبقية للطبقات المسيطرة . 


إن تحديات المقاومة المطروحة اليوم على الحركة الامازيغية باعتبارها تعمل في مجال عريض يعرف تهميشا ملحوظا ويعتبر مجالا حيويا تستهدفه الرأسمالية الإمبريالية ، يطرح على الماركسيين اللينينيين اعتبار الحركة الامازيغية التقدمية حليفا استراتيجيا في مواجهة السياسات التبعية للنظام القائم ، من أجل إزالة صفة القدسية عليه وتفكيك بنياته ومواجهة الاستغلال الاقتصادي الذي تمارسه الطبقات المسيطرة بتحالف مع الرأسمالية الإمبريالية ، لوضع أسس بناء المجتمع الإشتراكية الذي تتمتع فيها المناطق ذات الخصوصيات المحلية بالإستقلال الذاتي في ظل دستور ديمقراطي يضمن حق الشعب المغربي في تقرير مصيره وضمان الحقوق الدستورية للغة والثقافة الامازيغية.


و يعتبر الجمعيات الإجتماعية و الثقافية في الصراع الطبقي ضد الرأسمالية الإمبريالية أساسيا لكونها تحتل موقعا هاما في الحركات الاجتماعية التي يشهدها العالم وهو ذو حدين, فمن جهة يتم دعمه وتمويله من طرف الرأسمالية الإمبريالية كما هو الشان بالنسبة لجمعيات السهول والجبال والوديان بالمغرب التي تحاول احتواء جمعيات الفلاحين الفقراء ، التي يعتمد عليها النظام القائم في بلورة مفهومه للتنمية الذي يرتكز إلى السياسة التبعية للشركات المتعددة الإستيطان و المؤسسات المالية الدولية عبر فتح المجال للاستثمار الليبرالي وشرعنة تفويت المؤسسات الفلاحية والصناعية و المالية الوطنية على حساب قوة عمل الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء والكادحين ، ومن جهة ثانية نشأت التنظيمات الذاتية للجماهير من فروع نقابات وجمعيات حقوقية ونسائية وثقافية وتنموية و ضمنها الحركة الامازيغية التفدمية ، التي أصبحت في الآونة الأخيرة تطرح مطالب دستورية تعبر عن مواقف سياسية واضحة حول النظام القائم مما دفع بالنظام إلى محاولة احتواء نضالاتها عبر تأسيس ” المعهد الملكي للامازيغية ” لطمس معالم نضال الحركة الأمازيغية ، و انخرطت في بلورة أهدافه فعاليات سياسية وثقافية تنتمي إلى الحركة الأمازيغية من بينها من كان يرفع بالأمس شعارات بحجم دسترة الامازيغية ، و قد تم تأسيس هذا المعهد خارج الشرعية القانونية و وفق دستور ممنوح لا ديمقراطي لا يعترف بالحقوق الامازيغية مما يضع الأمازيغية خارج الشأن العام الشعبي الذي يؤسس فيه الشعب للخط الديمقراطي للهوية الامازيغية باعتبارها مكونا أساسيا في الصراع من أجل التغيير ، و يطرح اليوم أمام الماركسيين اللينينيين تكثيف الجهود من أجل بناء علاقات نضالية مع الحركة الأمازيغية التقدمية حول المطلب الشرعي المتجلي في دسترة الامازيغية و ترسيمها كلغة وطنية ، في أفق الإستقلال الذاتي للمناطق ذات الخصوصيات المحلية من أجل تقرير مصير الشعب المغربي في أبعاده المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في أفق بناء المجتمع الإشتراكي ، ولن يتأتى ذلك إلا في ظل تحالف الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين .
 

Sce: http://www.rezgar.com/



 

Publicité
Commentaires
Publicité
Archives
Derniers commentaires
Newsletter
AGRAW IMAZIGHEN @@@الأمازيغ.. الرجال .الاحرار@@@ⴰⴳⵔⴰⵡ ⵉⵎⴰⵣⵉⴳⵀⴻⵏ
Catégories
Publicité